نظام الإرث في الاسلام : (مقاصده، أركانه، شروطه، موانعه)


مفهوم الإرث وأركانه وشروطه

مفهوم الإرث :

هو انتقال حق بمجرد موت مالكه للورثة الذين يستحقونه شرعا بعد تصفية التركة.

أركان الإرث:

الموروث: وهو الميت الذي خلف مالا أو حقا.
الوارث: وهو كل من أدلى إلى الوارث بنسب أو زوجية.
التركة: وهي مجموع ما يتركه الميت من مال أو حقوق ثابتة.

شروط الارث:

الموروث: موته حقيقة، أو حكما، فمن حكم القاضي بموته يعد ميتا حكما.
الوارث: التحقق من حياة الوارث حقيقة أو حكما كالحمل.
التركة: العلم بجهة الارث من زوجية أو قرابة.

 أسباب الإرث والورثة المستحقون له

يتحقق الإرث بسببين إذا لم يوجد مانع من موانع الإرث، وهما:

الزوجية : تتحقق بالزواج الشرعي القائم على عقد صحيح سواء صحبه دخول أم لا ،وترث المطلقة طلاقا رجعيا إن مات عنها زوجها في عدتها ،كما ترث الم طلقة طلاقا بائنا إن طلقها زوجها في مرض موته لمنعها من الميراث، ولو تزوجت غيره، ويتوارث بهذا السبب الزوج والزوجة.
القرابة : وهو صلة القرابة بين شخصين، حسب جهات الارث الأربع: البنوة (إبن، إبن إبن، إبن بنت، بنت)، الأبوة (أب، جد لأب،جد لأم، أم، جدة لأم، جدة لأب)، الأخوة (أخ شقيق، إبن أخ شقيق، أخت شقيقة، أخ لأب، إبن أخ لأب، أخت لأب، أخ لأم، أخت لأم)، العمومة (عم شقيق، إبن عم شقيق، عم لأب، إبن عم لأب).

موانع الإرث والحقوق المتعلقة بالتركة 

موانع الإرث

- عدم استهلال المولود: بظهور علامة حياته.
- الشك: الشك في موت الموروث أو في من تقدمت وفاته.
- اللعان: يمين الزوج على زنا زوجته أو نفي حملها، وتمين الزوجة على إنكار اتهامه.
- الكفر: لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : { لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ }
- الرق: فالعبد لا يرث ولا يورث.
- الزنا : فإبن الزنا لا يرث والده، وإنما يرث أمه وترثه دون أبيه.
- القتل العمد: فلا يرث القاتل من قتله، عقوبة له على جنايته إن كان القتل عمدا، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم { لَيْسَ لِلْقَاتِلِ مِيرَاثٌ }

الحقوق المتعلقة بالتركة

الحقوق المتعلقة بالتركة: هي ما يستخرج من التركة قبل القسمة، وهي: 

- الحقوق العينية: وهي مجموع الودائع والرهون التي كانت في حوزة الموروث قبل وفاته.
- مؤونة التجهيز: وهي المبالغ الكافية للنفقة على غسل الميت وشراء كفنه وتجهيز قبره ونقله إليه.
- الديون: سواء كانت للعباد (الأجرة - السلف...) ،أم لله (الكفارة - الزكاة ...) ،وتقدم ديون العباد.
- الوصية: بشرط ألا تتجاوز الثلث إلا برضى الورثة، وألا تكون لوارث، وألا تكون بمعصية.
- الباقي هو حقوق الورثة: هو النصيب المستحق لكل وارث من التركة حسب ما ورد في كتاب لله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

خصائص نظام الإرث في الإسلام ومقاصده

خصائص نظام الإرث في الإسلام

يتصف نظام الإرث في الإسلام بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن باقي أنظمة الإرث في العالم، منها: 

- أنه رباني المصدر: تكفل لله سبحانه بتحديد الورثة وأنصبتهم وشروط استحقاقهم لها.
- أنه نظام شمولي: يشمل الإرث الرجال والنساء والأطفال والقادر والعاجز دون تمييز.
- أنه نظام عادل: لا يحرم الوارث من الإرث بسبب جنسه أو لونه أو عرقه، بل يرث فيه الرجل والمرأة والطفل.
- أنه نظام واقعي: ينبني على القرابة ولا يضيع من يعول الأسرة وينفق عليها.
- أنه نظام متوازن: يحترم خصائص المجتمع ،ويعطي للميت حق التصرف في ثلث التركة لتغطية غير الوارثين.

مقاصد نظام الإرث في الإسلام

تتحدد مقاصد نظام الإرث في الإسلام، فيما يلي:

- تحقيق مبدأ الاستخلاف في المال: وذلك بتكريس مبدأ كون المال مال لله وأن الإنسان مستخلف فيه، لذلك فبمجرد موت الإنسان يرجع المال إلى مالكه الحقيقي، الذي يأمر بإعادة توزيعه حسب كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. 
- تحقيق العدالة الاجتماعية: من خلال توزيع التركة على أكبر قدر ممكن ومنع الظلم أو التفضيل للبعض دون بعض.
- إنعاش الدور ة الاقتصادية : تسهيل تداول المال وتوسيع دائرة المستفيدين منه.


شكرا لك ولمرورك